أما عزت فاتنهد وهو واعي الغزاله الشارده اللي عتتمشى وسط جبلاية القرود، وزاد تنهيده وهو واعي شيتا بتاعته جايه عليه من الموطبخ بالوكل وابتسامتها من الودن للودن، وحطت قدامه الوكل ورجعت عالموطبخ تتمشى بدلع عشان تعمله بصايه للجوزه،
وكشر وهو شايفها ماشيه عتتقصع وهمس لنفسه:
قبر يلم الجلع الماسخ واصحابه.. غوري يارب تنعسي قدام الكانون والنار تطلع منه وتلحم فيكي ماتهملك غير وانتي متفحمه كيف الكرنيفه المحروقه.
خلص همسه لنفسه وابتدا وكل، وسرح وهو عياكل فى ليلة دخلته على بدور، واللي كانت اسواء ليله فى عمره،وغمض عيونه بحسره وهو عيفتكر تفاصيلها..
بدور وهي عتتأمل في فستانها اللي خدتهولها خالتها حوريه من شام قبل سابق:
شوف ياعزت البدله البيضه حلوه عليا كيف؟
عزت وهو قاعد جارها فحوش البيت:
هي البدله حلوه مفيش كلام، وكمل في سره.. بس لو عارفه حالها هتتحط علي جتتك كانت دابت من الغلب.
بدور اتبسمت بفرحه وميلت عليه تاني وقالتله:
عقولك ياعزت مجبتليش جمل ليه يزفني كيف مالناس عتتزف؟
عزت رد عليها بديقه:
ايوه والجمل ديه هيزفك من فين لفين يااخرة صبري؟
هنبركوه فنص البيت وتدخلي الهودج من ناحيه وتطلعي من الناحيه التانيه وإسمك اتزفيتي؟
بدور: له كنت طلعت علي اخر الشارع ركبت الهودج وجيت بيه عالبيت.
عزت بصلها وكشر ومردش عليها، وفضل ينقل عيونه مابين اهل البيت اللي كلهم لابسين ومتأنتكين للفرح، وكأنهم غرب عن بعض معارفينش بعض، وعايشين الدور كأنه فرح بحق وحقيق!
وطلعت منيه تنهيده كيف نفس تنين عينفث نار وهو واعي شام طالعه من أوضة سته عديله وهي شايله بتها، ومن غير ماتلبس زيهم ولا تتزوق احلاهم كلهم، وعامله كيف كلوب نوره مغطى عالكل، وقعدت في الحوش تتفرج عالمسرحيه اللي عتجرا قدامها، وكد ايه عزت اتمناها هي اللي تكون جاره عروسه بدال بدور، كان هيوبقي اسعد انسان على وش الارض.
عدى الوكت، وخلصوا الفرح الكداب، وقوموا بعدها عزت وبدور وزفوهم بالزغاريت لغاية باب اوضتهم وقفلوا عليهم الباب، وهملوا عزت يواجه مصيره مع بدور اللي مطايقشي يبص فوشها حتى.
قلع جلابيته وراح قعد عالسرير وبص لبدور اللي عامله حالها مكسوفه وعتفرك فأديها والتمثيل واضح، وسكت فتره طويله، لدرجة ان بدور كل هبابه تبص عليه وترجع تبص للارض تاني وتكرر ابتسامة الكسوف وفرك اديها فبعض!
وبعدها قرر إنه ينهي مهمته اللي كيف ماتكون حجر على صدره وبحس مخنوق قالها:
تعالي.
وبدور بس سمعت الكلمه جريت عليه قوام بلهفه ووقفت قدامه، ومثلت الكسوف مره تانيه، وعزت بقرف قالها:
مش ناويه تغيري الفستان اللي شبكتي فيه ديه، ولا دقوه عليكي بمسامير؟
بدور ردت عليه قوام:
له له هغيره اهه، بس كنت مستنيه إنت تقولي عشان مبانش ملهوفه عليك وتقول عليا قليلة حيا.
عزت رد عليها بإستهزاء:
تبانيش ملهوفه؟
طيب غوري يامش ملهوفه غيري وتعالي عايزين نستفضوا ونتخمدوا.
ودقايق وكانت بدور مغيره فستان الفرح وواقفه قدام عزت، وهو فضل يتطلع فيها شويه، وبعدها قالها بأمر:
واعيه ال٣ لنض دول تروحي تهفيهم وتطفيهم هما التلاته، وتخلي الدنيا ضلمه كحل وتاجي، عاوزش اعرف اشوفك حتي لو واقفة قدامي وبوزك فبوزي.
وقفت بدور ثواني مش مستوعبه اللي قالهولها، لكنه زعق فيها خلاها اتحركت قوام:
هتخلصي فليلتك السوده داي ولا اتخمد؟
ردت عليه بدور وهي عتجري عاللنض:
له تتخمد ايه هطفي اللنض اهه.
وطفت اول لنضة جاز والتانيه وبمجرد ماطفت التالته الدنيا فعلا بقت ضلمه كحل، لدرجة إن بدور مكانتش عارفه تشوف اي حاجه في الاوضه ولا حتى عزت ذات نفسه،
واتحركت ناحية السرير وهي ماده اديها قدامها كيف الاعمى اللي عيحسس، وهي فطريقها اتكعبلت فحاجه ووقعت، وعزت سمع صوت وقعتها، وفضلت شويه من غير حركه لدرجة ان عزت افتكر إنها جرتلها حاجه، فسألها بتمني:
ايه جرالك طمنيني وقعتي على حاجه فاتت فبطنك بلجِتها ان شاء الله ولا ايه؟
خلص كلمته وسمع حس بدور في ودنه بالظبط خلاه جفل ونط لفوق من الخوف وهي عتقوله:
له اني زينه تخافش عليا ياحبة عيني.
رد عليها عزت في سره: شالله تتخزق عينك يابعيده.
واستسلم في الاخر للامر الواقع وتمم مهمته، وكانت اغرب ليلة دخله حوصلت في بيت المقاول!
https://rewaiyawhekaya.blogspot.com/2023/06/HELL.TUNNEL.P18.html?m=1